موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١١ فبراير / شباط ٢٠١٩

الحَبر الأعظم ورسائل الانسانية

بقلم :
رلى السماعين - الأردن

الحَبر الأعظم، قداسة بابا فرانسيس هو رأس دولة الفاتيكان ورأس الكنيسة الكاثوليكية حول العالم، وهو أيضاً خليفة القديس بطرس الذي قال له السيد المسيح: " أنت صخرتي وعليك أبني كنيستي". وجود قداسة بابا فرانسيس في أي بلد هو بركة بحد ذاتها، فهو يتنقل لينقل رسالة المحبة بتواضعه ومحبته للآخرين، ويضيف أجواء من السلام. مهمته الصلاة للانسانية فهو لا يحمل هَمّ كنيسته أو المسيحين حول العالم فقط، بل هموم الانسانية بأي منطقة يزورها أو أي بلد يحل عليه ضيفاً. هو شخصية مميزة بالفعل، تستطيع أن تشعر هذا الشعور بمجرد أن يقترب منك. الهالة غير العادية التي تحيطه تلمسك وتترك سعيداً، مبتسماً وتبقى الابتسامة راسمة على وجهك لفترة بعد مصافحته لك والحوار معه هذا إن كنت من المحظوظين. فقد كانت كاتبة السطور من المحظوظين بأني التقيتُ بقداسته مرتين وتحاورت معه. الحَبر الأعظم، قداسة البابا فرانسيس شخصية مميزة بالفعل، فخلال الثلاث أيام التي قضاها في دولة الامارات العربية التقى مجموعة كبيرة من علماء الاسلام وعلى رأسهم سماحة شيخ الأزهر أحمد الطيب. وبهذا تلاقى أكبر عالمين، الاسلام والمسيحي اللذان يشكلان 55% من الديانات العالمية، في جو من الوئام والتحاور في ما يفيد الانسانية وتهدئة التوترات السياسية. ومن ثم التقى من خلال قداس مفتوح في مدينة زايد الرياضية بأكثر من ???،??? من المسيحين. وجود البابا فرانسيس كأول حَبر أعظم يدوس شبه الجزيرة العربية هو حدث فريد وصفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين الاديان في شبه الجزيرة العربية. ومن ناحية أخرى أظهر للعالم الذين يتابع هذا الحدث الفريد كيف أن عائلة آل نهيان الحاكمة في دولة الامارات العربية مثّلت الاسلام الحقيقي المعتدل المنفتح الذي يتقّبل الاخر ولا ينبذه، وأعطت درساً راقياً للاجيال الشابة الواعدة في الحوار بين أتباع الاديان واحترام الاختلاف الذي يعكس جمالية. خلال زيارته، تكلم بابا فرانسيس كما هي عادته عن الالام الانسانية في المناطق التي يزورها. ففي كلمته أشار إلى المعاناة في اليمن وسوريا والعراق، فلقد قال الكثير عندما قال: "إما نبني المستقبل معاً وإلا فلن يكون هناك مستقبل." أينما يحل الحَبر الأعظم البابا فرانسبس فإنه يدعو إلى ترسيخ العدالة الاجتماعية والحث على عمل الخير. أوليست هذه أولويات الحياة الكريمة! (الكاتبة صحافية وخبيرة شؤون حوارات أديان ومؤلفة كتاب حصن السلام التجربة الاردنية في الحوارات بين أتباع الاديان ونموذج العيش المشترك).