موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١ مارس / آذار ٢٠١٦

أيها الباكي بأحضان المروج

بقلم :
د. غاده البندك - الأردن

أيها الباكي الأصم الأخرسُ من قال لك ان الحياة موتُ أتدنو للعمقِ و لا تدري أن الروح تخضر من قعر اليأسِ؟ أخرج من صومعتك و انعم بالنهار حين تعتم غرفتك الداخلية اترك أبوابك مشقوقة ليتسلل النور لقلبك المقتول فيحمل اليك البذور لمستقبلٍ غير مغدور فامشي واثقاً في جنائن الورد وابقَ رائقا عابقا بالود انزع شوك الضنى وابتسم واترك ذكرى هوانك أيها المكتئب ارفع رأسك للعلا لا تحدودب غيّر طعم هوائك وأهجر مكانك ودّع وسائدك المبتلة دعها تجف من دمع السنين خضب روحك المعتلة بألوان الزهور وانفث زفرات الأنين إهدِ لنفسك باقة عطور معبقة برجاء اليقين أن خالقك الامين سينفخ روحه في جبلة الطين ويحييك من بين الميتين أشرق من ليل أحزانك بطلةٍ بهية فامضِ لحدائق الحرية واشبع هواءا نقيا دع روحك الغريقة تتنفس الصعداء فتندمل الجراح المطوية تمتع بنومة هنية فراشها الحشائش وليكن مسندك شجر الحنان وغفوتك في الأمان بغطاء النسيم انظر كيف يلهو الأطفال واسترجع ربيعك صادقهم و تعلم كيف ينسى الولد همومه والعب وياهم بكرة الحياة ناسياً لحظات الشقاء وما هدمه البكاء من بنيانك ثم انصت لوهج أشواقك همس أعماقك نجوى فؤادك ولا تصم آذانك عن دوي ذاتك أفِقْ ولتستفق رغباتك وارخ آذانك لوقع خطواتك المرتبكة فاستماعك لمذياعك ليس خطيئة ترتكبها هي نفسك المخنوقة تتخبط تستنجد بك في خواء قوقعتك فاستجب لها ليستجيب الله لك في عزلة الطبيعة تنفك الأسارير تصحو الخليقة ينتعش الاموات يتنهد الضجر فيتمخض الموت من تأفف القهر الى قيامة