أنينُ المائتين

يا إلهي! تُصْعِدُ الرّيحُ أنينا ليسَ ذا إلاّ أنينُ المائتينا ضاقَتِ الأرْضُ بهمْ والرَّحْبُ فيها رحلوا عنها فصاروا خالدينا ههُنا ظلُّوا عِطاشاً يَدَّعونَ أنَّ في الموتِ رِواءُ الظّامئينا سهْمُهمْ طاشَ وَسِيقوا تحتَ أمْرٍ مثلما سِيقَتْ أُلوفُ المُجرمينا يا إلهاً لافتداءِ النّاسِ ماتَ إرْحمِ الأمواتَ يا خيرَ الرّاحمينا دَمُكَ القدّوسُ قدْ برّرَ فيهِمْ كلَّ شرٍّ وغِوانا أجمعينا إرْحمِ الأمواتَ وامْنحْهُمْ حياةً بَلْسماً يشفي جُروحَ اليائسينا بكَ لاذوا بين أهوالِ النِّزاعِ بكَ لاذوا، يا ملاذَ البائسينا وإلى صُدورِهِمْ ضمُّوا الصّليبَ قبَّلوهُ ألْفَ تقبيلٍ سخينا كمْ مِنَ الأوجاعِ ذاقتْ، كمْ تُعاني نجِّها مِنْ حرِّ نارٍ، قدْ صلينا يا إلهي! أَنْفُسُ الأمواتِ عطشى لِدَمٍ يَمْحي خطايا المُجرمينا قلبُكَ الغفّارُ قدْ ندّى دِماءً فَبِهِ لَطِّفْ عذاباً والأنينا ثُمَّ سكِّنْ غضبَ الآبِ قليلاً والعُقوباتِ أزِلْها عن ذوينا إِنْ تَرَى وَجْهَكَ تَشْبعُ نفسُها فاسْتَجِبْها، إنّها ذابتْ حنينا نفسُنا اشتاقَتْ لرؤياكَ فخُذْنا يا إلهي! إنّا إليكَ راجعونا