موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢ ابريل / نيسان ٢٠١٨

أقمنا بقيامتك! يا بلادي...

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن

يا بلادي أنتِ جميلةٌ أهواكِ بكلِّ أنفاسي جمالُكِ رائعٌ لا يحتاجُ لشهادةٍ مِنَ الناسِ أنْعمَ الله عليكِ فصِرْتِ جنّةَ عَدنِ الشرقْ وهذا هو الاختلافُ عنْ غيرِكِ بل الفرقْ أَفتخِرُ أنْ أكونَ في هذي البلادِ مولودا لا بفضلٍ لي بل لربّي صرتُ موجودا بلادي جميلةٌ بلْ وَهْيَ منْ أجملِ البلدان كُلُّ مُواطنيها بِحراستِها حتَّى تبقى بأمان كُلُّهمْ يَنهلُونَ العِلْمَ للمستقبلِ في مدارسها وحبُّ الوطنِ فيهمْ هُوَ مِنْ رأسِ مَتارسها على رأسِها مَلْكٌ يُديرُها مِنْ نسلِ الملوك يقودُها لا بسيفِهِ بلْ بِخُلْقِهِ وحُسْنِ السلوك شعبُهُ على قلّتِهِ واختلافِ الجنسيَّاتِ مُحب في كلِّ شائِبةٍ يقفونَ له ُ بَلْ ويَفْدونَهُ بالحب البلادُ مِنْ حولِهِ دمَّرتها عِدَّةُ حُروبٍ طاحنه فما مِنْ أَمَلٍ لأَجيالِهِ وما عادتْ حدودُهُ آمنه المُستعمِرُ دمَّرَ لا ما عمَّرَ معالِمَنا التّاريخية الَّتي بَناها أجدادُنا وقد كانتْ معروفةً عالَمية كانتْ زينةَ بلادِنا يأتيها السّائحُ منْ كلِّ جانب فَهْيَ علامةُ حضارةٍ يهواها كلُّ زائِرٍ وكاتب لقد كانتْ مصدرَ رِزْقٍ وكَسْبِ لُقْمةِ العيش لِمَنْ جرى عليهمِ الدَّهْرُ َوَتَحَّكَمَ بهمِ الجيش أَهلُ بلادي وقعوا فريسةً لحكمِ المستعمِرينْ فهُمْ ظُلْماً جالوا وصالوا وقتلوا مِنّا الملايين خَضَعْنا لِشِلَّةِ داعشَ الَّتي لا تَعرِفُ إلا الحرب فلا تُعْطي للحَقِّ حقّاً لا ولا للظّالِمِ تُغْلِقُ الدرب لا تعرِفُ غيرَ النَّهبِ والسَّلْبِ ونَشْرَ الخوف فَأَصبحَ كلُّ مُلْكِنا على اسْمِهِمْ منقولاً بالسيف أَصبحَ الغنيُّ فقيراً وهُمُ الفُقَراءُ طَبْقةَ الأغنياء بمالٍ ما اسْتحقُّوهُ بالجَدِّ والكَدِّ ليصيروا أثرياء المواطِنُ أصبحَ غريباً بلا وطَنٍ ولا سكن هُمُ الْغُرباءُ سكنوا بيوتاً شبيهةً بجنَّةِ عدن مَنْ آتاهُ الحظُّ وسَلِمَ مِنْ ظُلمِ وقتلِ داعش خرجَ لاجِئاً إلى بَلَدٍ قَدَّمَ لهُ حُسْنُ التَّعايش مُواطنو بلدي هَبُّوا لنجْدَتِهِمْ واستقرارِهم فيْ خِيَمٍ بالصَّحراءِ والله ليس مِنْ قيمَتِهم لا ترفيهُ لا للرُّوحِ المجروحةِ ولا للجسد آلامُ قلوبِهِمْ تراكمَ عليها البُغْضُ والحسد لا أشجارُ تَحْمِهِمْ مِنْ حرِّ الشّمسِ الحارقة لا ولا نبعُ ماءٍ يُطفِئُ لَهُمْ عَطْشَتَهُمُ العالقة أولادُهُمْ ينامونَ في العَراءِ قَمْعاً جائعين أصواتُهُمْ لا تُسْمَعُ كَفِيْ صلاةٍ صامتين فكَمْ مِنْ مُلهمٍ كَمْ مِنْ عبقريٍّ يُقتَلُ مِنْ بيننا يموتُ فتيّاً ضحيَّةً عن بلادِنا وعنْ شعبنا سَينقُصُ عندما نحتاجُهُ لِبناءِ مُستقبلِ البلاد إذْ دورُ الفَرْدِ اليومَ لا يُقارَنُ بِدورِ الأجداد ويلٌ لأُمَّةٍ يُقْتَلُ فِتْيانُها حتّى قَبْلَ شبابِها هدرا فهذيْ ضربةٌ في الصَّميمِ وما لها أيُّ مُبَرِّرا ستفتقِدُهُمُ المدارِسُ فلا مِنْ وجوهٍ جديدة تملأُ الشّاغِرَ ولا مَنْ يحمِلُ شهادةً فريدة مَنْ سيُشغِلُ مكانهُمْ في وظائفِ المجتمع فلا مِنْ وريثٍ ولا مِنْ عالِمٍ نورُهُ سيلمع مُستشفياتُنا تَهدَّمتْ على رؤوسِ ساكنيها فما مِنْ علاجٍ ولا مِنْ طبيبٍ يَشتغِلُ فيها كم مِنْ وجوهٍ مُشَوَّهَةٍ بجُروحٍ من القنابل وكم مِنْ يدٍ مَبتورةٍ سَقَطتْ دِفاعاً عن بابل كم مِنْ أُمٍّ ترمَّلتْ لا مِنَ الزَّوجِ والمُعيلِ فَقَطْ بل وثَكِلَتْ أَبنائَها وبناتِها فلا عادَ مَنْ عَضَدْ الحروبُ لا تأتيْ بمنافِعَ حتّى للإنسانٍ البسيط بل هِيَ هَضْمٌ لحقوقِ الضَّعيفِ تُكبِّلُهُ بالشريط فيا هيأةَ الأُمَمِ واجِبُكِ أَنْ تَمْنعيْ نُشوبَ الحروب فلِمَ تبقي مُغْمِضَةَ العَيْنَ مكتوفةَ اليدِ عندَ النُّشوب لِمَ تُعطي العُظماءَ حقّاً وتهضُمي حقَّ الضعيف أليسَ الضّعيفُ أَولى بالحِمايةِ فَحقُّهُ حَقٌّ شريف قالوا ما أضيقَ الحياةَ فِعلاً لولا فُسْحةُ الأمل يا ليتَ ذِي الفترةِ تَمُرُّ عنّا وعَنْ بلادِنا بعجل الطَّريقُ الوحيدُ للوصولِ إلى واحَةِ السلام ليس الخُضوعُ لمَطْلبِ المُسْتَعْمِرِ دون كلام الطَّريقُ الوحيدُ للسّلامِ هُوَ العملُ بإِرادةِ الله فَهْوَ الحيلةُ النّاجِعَةُ إِنْ مارَسْنا مَعْها الصلاه فيا مسيحُ ما لنا مِنْ شفيعٍ فيْ أوقاتِنا البائسة سواكَ فأنتَ الملجأُ الحصينُ لبلادِنا اليائسة فلا تسمَحْ أَنْ يمرَّ موتُكَ علينا مُرورَ الكرام بل أقِمْنا بِقيامتِكَ مِنْ مُصابِنا كي يَعُمَّ السلام