موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١ يوليو / تموز ٢٠١٧

من بيت جالا إلى كولونيا للحديث عن الإعلام

كولونيا - الأب رفعت بدر :

على مدار يومين عُقد في مدينة كولونيا الألمانية، مؤتمر دولي للحديث عن دور "التلفزيون المسيحي" في منطقة الشرق الأوسط، وقد تم اختيار تلفزيون Sat 7 كأنموذج للحديث وتبدل الآراء، نظرًا لتاريخه الطويل ولسعة رقعة المشاهدين. المهم في الأمر هو الاصغاء إلى التقارير التي تم إعدادها حول تأثير الاعلام المسيحي بشكل عام، في منطقة أقل ما يقال عنها هو أنها مشتعلة أو دائمة الاشتعال أو ببساطة "فوق النار". وبدرجة ثانية تم تبادل الآراء حول فضائية سات 7 تحديدًا وما قدمته على مدار أكثر من عشرين عامًا. وقد تمت النقاشات بحضور عدد جيد من خبراء الإعلام في الشرق، مع مشاركة المموّلين من مديري من المؤسسات المسيحية العريقة في ألمانيا، وحضور المؤسس لهذا التلفزيون الأستاذ تيرتنس اسكوت ومعه مجموعة من مديري البرامج والعلاقات الدولية، وقد تم التوقف عند أهمية اللغات المستخدمة في هذا التلفزيون وهي: العربية والفارسية والتركية والانجليزية. وبعد، فإني أربط هذا الحديث مع ما جرى قبل أيام كذلك في مدينة بيت جالا بفلسطين، وتحديدًا في معهد الكهنوت التابع للبطريركية اللاتينية، حيث تشرفت بإلقاء حديث حول دور الإعلام المعاصر ووسائل التواصل الاجتماعي، ومنصات الحوار في العمل الكهنوتي الرعوي مع المسيحيين وسائر سكان بلادنا المقدسة. الأمر متصل أو متواصل في مؤتمري بيت جالا وكولونيا. ويبقى الإعلام المسيحي جزءًا لا يتجرأ من الإعلام المجتمعي الذي نتحدث عنه ومن خلاله بشكل يومي. فبالأمس القريب كان حضور الكاهن على سبيل المثال في ميادين الإعلام شحيحًا. وقد كانت "مشاهدة" رجل الدين على التلفزيون المحلي كافية لتبادل الأحاديث بين الناس: "شفنا الخوري مبارح عالتلفزيون". أما اليوم، فلم تعد مشاهدة الخوري كافية. بل أصبح التركيز على سماع –أو الأصغاء- إلى الكاهن وهو يتحدث في مواضيع تخص الكنيسة والمجتمع والعالم، وكيفية مقدرته ومقدرة المؤمنين على الحديث حول مواضيع الدين والدنيا والبحث عن التواق بينهما، وابراز دور الدين السلمي في مجتمعات اليوم الصاخبة. وقد تم في المؤتمرين تبيان أن الشان المسيحي اليوم قد أصبح الشأن المسيحي عاديًا على الفضائيات. ولكن علينا التركيز على المضمون أكثر من عدد البرامج وطولها واخراجها. في بيت جالا، وفي الحديث الذي أعقبه نقاش حيوي مع الكهنة الشباب، ركزت على ما قاله البطريرك ميشيل صباح، حفظه الله، يوم رسامتي الكهنوتية، إذ قال: "المجتمع الذي ترسل إليه اليوم، بحاجة إلى وحدة ومحبة، في جميع المستويات: الجماعة المسيحية فيما بينها: 1. في الرعية ذاتها 2. في الأبرشية ذاتها 3. وبين الكنائس المختلفة، بطقوسها وكياناتها الكنسية والمدنية المختلفة 4. مجال خدمة المحبة 5. والخدمة المسكونية 6. وخدمة الحوار بين الديانات هو من أولويات الرسالة اليوم، ولو بدا لك أحيانًا بل مرات كثيرة أن السير في هذا الاتجاه هو سير عكس التيار، ولكل عامل بقوة الروح، يعطي الله الروح بغير حساب". أظن بأن هذه المرتكزات: الرعية والأبرشية ووحدة الكنائس والحوار الإسلامي المسيحي، أو الشأن الوطني والمجتمعي، تفيدنا كثيرًا لدى الحديث عن مدى تأثير وسائل الإعلام، دون أن نغفل عن إضافة مرتكزات أخرى، ذات أهمية عالية، مثل قضايا العدل والسلام (ومنها العمل الاجتماعي مع اللاجئين والمهجرين، وحقوق الإنسان والعائلة، وكذلك شؤون البيئة التي تهم الصالح العام لكل الأسرة البشرية). فالشأن المسيحي في مجتمعاتنا العربية ليس شأنا منفصلا عن تلك المجتمعات، بل هو مساهم فعّال في تطوير المجتمع، وهو دائمًا نصير لكرامة الانسان وتعاونه مع أخيه الانسان لبناء مستقبل أفضل. هذا وقد اتيح لي في مدينة كولونيا الاطلاع على بعض معالمها الرئيسية وبالاخص الكاتدرائية التي تعتبر من أكبر الكاتدرائيات في العالم.