موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٨ ابريل / نيسان ٢٠١٩

في الفصح.. هو حيُّ ويريدك حيًا

الاب رفعت بدر :

خمسة دروس وعبر، أجدها في فصح هذا العام: أولا: منذ سبعينيات القرن الماضي، اختارت الكنائس في الأردن توحيد الاحتفال بعيدي الميلاد والفصح المجيدين، وهكذا كان. في الوقت الذي ما زالت فيه كنائس البلدان المجاورة، والبلدان العربية بشكل عام، تحلم بالوصول إلى الاحتفال بعيد ميلاد واحد وعيد فصح واحد، لكن ثمّة عراقيل ما زالت في الدرب. لكنّ خيار الوحدة هو دائما الارقى والانقى. وما زلنا نحلم بالعام الذي سيمسي فيه العيد واحدا في التقويم وفي القلوب أيضا. ثانيا: في الفترة الماضية، بعث البابا فرنسيس برسالة إلى الشباب من مئتي صفحة، بعنوان «المسيح يحيا»، وقد أجلّت الحديث عنها إلى عيد الفصح، ذلك أنها تحمل رجاءً مفعمًا برائحة الفصح والقيامة المجيدة لشباب اليوم، ويقول: «إن الرّب فيك ومعك، ولن يتركك أبدًا. ومهما ذهبت بعيدًا، إنه هناك بجانبك، هو القائم من الموت، يدعوك وينتظرك كي تعود إليه، وتبدأ من جديد. عندما تشعر بأنك تشيخ من الحزن، والاستياء والمخاوف والشكوك والفشل، سوف يكون معك كي يعطيك القوّة والرجاء، إنه حيّ ويريدك حيًا». الفصح ما هو؟ هو محاربة الشيخوخة بسبب الحزن والاستياء والمخاوف والشكوك والفشل، وغيرها من حجارة هذا الزمان الموضوعة على باب القبر. وما أجمل النداء: انّه حي ويريدك حيا ! ثالثا: فصح سريلانكا الدمويّ لا يغيب عن أنظار العالم الذي ما زال الضمير فيه حيًا. القضية هي موت الضمير لدى من فكر وخطط ودعم وموّل وتعاطف وبرّر القتل والتفجير. وقد ابرزت وسائل الاعلام صورة أحد الإرهابيين وهو يهم بالدخول للكنيسة، تلقاه طفلة صغيرة، يربت على راسها(على اساس كله حنيّة).. وتنظر اليه ببراءتها، كانت آخر جرس لايقاظ ضميره... لكنّه أكمل سيره المظلم وتوجه الى الكنيسة وقتل المئات. لو أنّك قرأت نظرات الطفلة... تقول لك اصحَ... وكم وكم تحاول اجراس ايقاظ الضمير، لكن حين يكون قد مات، يبدو انّ لا قيامة له. رابعا: ويسألك الإعلام عن «بيض العيد» ورموز الديك والأرانب. ما قصتها؟ هي تقاليد شعبية لا علاقة لها بجوهر العيد، اللهم إلا رمز الديك الذي صاح حين أنكر بطرس معلمه المقاد إلى الصلب، بحسب نبوءة من السيد المسيح. أمّا زينة عيد الفصح فتحاول أن تصبح مثل زينة الميلاد مكثّفة، وبالطبع هنالك مآرب تجارية عالمية. قد يكون هنالك تفاسير شعبية لصور الارنب الذي يتكاثر في الربيع، او بيض العيد الملون بالاساس باللون الاحمر رمزا الى دم السيد المسيح... لكنّ كل ذلك لا معنى له دون التفكّر بجوهر العيد الحقيقي والاصيل. خامسا: وهكذا ينهي المسيحيون صيامهم هذا العام، قبل ايام من بدء الصوم الرمضاني لدى الأخوة المسلمين. هي رسالة الأخوّة الإنسانية والالتقاء على الكثير من الأمور المشتركة والتي تعبّر عمّا في النفس البشرية من سموّ في شؤون الروح وفي المحبة النقيّة والاحترام المتبادل، بعيدًا عن الضوضاء والفكر المتطرّف وأخواته التعصب والعنف والإرهاب. يعطيكم العافية يا مسيحيون، ورمضان كريم يا مسلمون!